الحمد لله رب العالمين على زوال كيان الأرمن المجرمين الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


الحمد لله رب العالمين

على

زوال كيان الأرمن المجرمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ناصر الدين، وماحق الكفار المجرمين، {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)} [المجادلة].

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه المخلصين المجاهدين.

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) } [الفتح].

أما بعد...

فالحمد لله تعالى وحده على دحر الأرمن الكفرة الأرجاس الأنجاس، وإعلانهم حل ما سموه بـ«جمهورية أرتساخ»([1])، والتي سبق ادعاؤهم قيامها في أرض أذربيجان([2]) -جعلها الله دار إسلام وسنة وإيمان وطهرها من الرفض والإلحاد والكفران-.

·        ويجب أن يُعلم أن النصر الحقيقي إنما يكون بنصر الدين والسير على منهاج الأنبياء والمرسلين، فهم المنصورون في الدنيا والآخرة -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)} [محمد].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)} [الصافات].

وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)} [غافر].

·        ويجب أن يُعلم أن هذا الاندحار والانسحاب والرحيل والنزوح الأرمني لم يحصل بسبب الرفض أو العلمنة في أذربيجان، فالرفض والعلمنة منهجان كفريان لم ولن ولا يحصل بسبب واحد منهما خير للإسلام والمسلمين.

·        وإنما الفضل لله تعالى وحده، هو الذي ينصر المظلومين ويستجيب دعاءهم، ويُسخر مَن يشاء -إذا شاء- لنصرة الإسلام والمسلمين.([3])

ولا يزال -إن شاء الله تعالى، والحمد لله تعالى- في الأتراك والآذريين وغيرهم من المؤمنين الموحدين من يحب ويسعى لنصرة الإسلام والمسلمين([4]) {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)} [الصف].

فنسأل الله تعالى أن يجعله يوماً قريباً ذاك الذي تزول فيه دولة أرمينيا من الوجود وترجع أرضها وعاصمتها يريفان([5]) إلى المسلمين مرةً أخرى.([6])

ونسأل الله تعالى أن ينجلي الاحتلال الروسي والصربي واليوناني والغربي والتسلط الكفري عن تتارستان وباشقردستان وداغستان والشيشان وما حولها من المناطق والبلدان الإسلامية في القوقاز والبلقان واليونان وغيرها.

اللهم اجعل كتابك وسنة نبيك -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- محكمين في كل هذه المناطق والبلدان، وغيرها من البلدان.

اللهم اهد أهل أذربيجان وغيرها من بقية هذه البلدان إلى الإسلام والسنة، وفقههم في الدين، وادفع عنا وعنهم شرور الشياطين والكافرين.

اللهم طهر سائر بلاد المسلمين من تسلط الكفار الأصليين والمنافقين والمرتدين، اللهم طهر بلاد الشام والعراق واليمن، وغيرها من بلاد المسلمين من الباطنية (النصيرية والدروز والإسماعيلية وغيرهم)، والرافضة وغيرهم من المشركين.

اللهم طهر فلسطين من أرجاس اليهود الغاصبين، اللهم أزل دولتهم، واقطع دابرهم، ودمر عليهم.

اللهم حرر المسجد الأقصى وبيت المقدس من أدناس اليهود الأرجاس الأنجاس ومن تولاهم من سائر الكافرين.

اللهم ردّنا وردّ جميع المسلمين والمنتسبين إلى هذا الدين إلى ما تحب وترضى ردّا جميلاً.

يا رب عدا العادون وجاروا، ورجونا الله مجيراً، { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)} [النساء: ٤٥].

حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)} [الأعراف]

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران]

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد

 خاتم النبيين وخير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين

 

كُتب

في ليلة الحادي والعشرين من ربيع الأول

سنة خمس وأربعين وأربعمائة وألف

 

_______________________

 

                                     

[مأساة مسلمي أرمينيا]
 

[مسلمو أرمينيا عانوا مأساة القتل والتهجير القسري على يد الأرمن في بدايات القرن العشرين.
 

-   ما بين القرنين 14-20 «يريفان» العاصمة الأرمينية الحالية كانت ذات أغلبية مسلمة؛ من العرق التركي الأذري والفارسي.
 

-   مسلمو يريفان كانوا الأكثر ثراءً ويمتلكون جميع الأراضي تقريباً، لا العاصمة فقط.

-   معظم أراضي أرمينيا الحالية كانت ذات أغلبية مسلمة.
 

-   في وقت الغزو الروسي كانت الغالبية العظمى أو نحو 78.4% من السكان في يريفان من المسلمين الأتراك الأذربيجانيين. [مهمان عبد الله ييف رئيس قسم التاريخ في جامعة باكو]
 

-   في بدايات القرن العشرين وبدعم من الإدارة الروسية بدأ الأرمن ارتكاب فظائع ضد المسلمين لاحتلال أراضيهم.
 

-   بين 1905- 1907 كانت يريفان ساحة للاشتباكات بين الأرمنيين والأذربيجانيين.
 

-   قتل الأرمن عشرات آلاف المسلمين من يريفان.
 

-   فرضوا تهجيراً قسرياً على المسلمين.
 

-   هجّروا مئات آلاف المسلمين إلى تركيا وأذربيجان وإيران.
 

-   30% من السكان المسلمين في يريفان إما ماتوا وإما هاجروا... ومع أوائل القرن العشرين، بعد الحرب والهجرة مستمرة، تمكن الأرمن من تأسيس أغلبية في المنطقة. [جورج بورنوتيان مؤرخ أرميني].
 

-   أرمينيا لم تعترف قط بأن الهيمنة الأرمينية على يريفان جاءت عبر المذابح والتطهير العرقي للمسلمين في المدينة؛ بل وتنكر أرمينيا أي ماضٍ إسلامي لعاصمتها يريفان] (نقلاً عن [TRT عربي])
 

قلت: قال الله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} [الشعراء].



([1]) هكذا يسمي الأرمن -دمر الله عليهم- «قره باغ» (أي: الحديقة السوداء).

([2]) وإذا ذكرنا أذربيجان نذكر الجهاد والفتوحات في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

·         وعن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه أقام بأذربيجان ستة أشهر حبسه بها الثلج، فكان يقصر الصلاة. [رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 162)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/ 482)، وغيرهما]

([3]) حتى قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ» [أخرجه البخاري (3062)، (4203)، (6606)، ومسلم (111)].

([4]) وقد حصل من هذا ما حصل في الحرب على الأرمن الغاصبين المجرمين.

([5]) انظر: ملحق (مأساة مسلمين أرمينيا).

([6]) وجرائم الأرمن في أذربيجان وتركيا وأرمينيا قديماً وحديثاً تحتاج مجلدات لتدوينها.